Sami Nasr نصر سامي  
 
  قصائد قصيرة 18/05/2024 18 06 15 (UTC)
   
 

1 

عذاب القول

 أجمّع الآباد في كلمة

وأطوف

لا أملك إلاّ أرضا ورقة

وجحيم حروف

 أنهار الضّوء

 أبطئ قليلا

سيّدي الأجل

أبطئ قليلا!

لعلّها تصل

 إشراقات الصّلب

لم يصدّقني أحد

القبلة انتثرت كعقد صبيّة في الرّمل والكلمات ذابت

من أيّ نافذة أطلّ وكلّ نافذة أقامت

من خيوط صباحها حبلا لصلب طموحنا ليلا على شجر البلد

 لآلئ الموت

 كلّ الكلام هنا بلا معنى ستأتي

أغنيات كلّ عام

ونرى الغمام

يحبو ويسقط كاللآلئ فوق بيتي

 قناديل النّور

 هذي الحرائق كلّها بيدي أنا

زوّقها ونثرت فيها الأنجم

وتركت لي خيطا من المعنى

وقنديلا يضاء توهمّا!

مواكب الفقد

 من أيّ نافذة أطلّ فأنتهي من خلف تفّاح الجدار

إلى اخضرارك في الدّنى

نغما، وإلى اخضرارك في الدّنى

ثمرا، وإلى احتفالي بانتظارك كلّ ساعات النّهار

 يجيؤون: أبصرهم

كلمّا حطّت عصافير على شفتي

أدرت يد الصّبى

فإذا صبا

قمر، تناثرت دنيا من النّغمات في لغتي

 مراثي الموت

 لاشيء أنت هناك

تتفيّئين حرارة التّرحال في الأشواق والماضي

وأنا أموت هنا، أضيء عتمات الأراضي

بعيون سيّدة تذكّرني بسيّدة سواك

ضرائح الفيض

 وحيدا على قلق وقفت

أضأت عتمات المدى

وصرخت : يا من تمدّ لي اليدا

فأفرّ من موتي وأصرخ : قد ولدت

 أعشاب والت ويتمان

اللّيل تحنو أنامله عليّ

فلا أرى

إلاّ الثّرى

يهيل أتربة الدّجى ليلا على جسدي ويدخل كالكواكب في يديّ

بروق  الغوايات

كلّ الكلام هنا بلا معنى

سأشعل كلّ عام

قمرا، وأزرع في الغمام

شجرا، وأعجب كيف لم تتساقط الأسماك والأشياء من عليائها جزعا وحزنا

2

    سأكون وحدي دائما. ولربما ستعودني في وحدتي الذكرى. فأمر من أعتابها ثملا ولما أشرب الخمر. اليوم لي حلم الذهاب الى الظلام. وغدا ستكون لي أسطورة أخرى. ستكون لي أسطورتي و فراقدي وتجاربي الأخرى.

**

قصائدي كانت لباسا للفراغ. فمزقيها. فإني عادة لا أمنح الأشعار ذاتي. ربما فكرت أحيانا بوضع أصابعي فوق الشفاه الظامئات إلى الرؤى. لكنها ولتذكري أصابع الكلمات. أو ربما أيقظت أصواتا من الماضي لأملأها دما وجواهر. من بعض ما تحيا به أصواتي. إني رسول الأنبياء جميعهم، لكنهم لم يعرفوا قلقي ولا كلماتي.

**

هذا أنا. صحو يكاد النوء يخلع سقفه. ويكاد صوت النجم يخرق ضفتيه من الأسافل و الأعالي. كل بحر فيه من صوتي ومن جسدي ومن ضوئي ومن سهري الليالي. إنني آت إلى الدنيا كما تأتي الشموس. لا أبتغي إلا التوقف في المحال.

**

سيكون صوتي هادئا وأنا أحدث طيفك عن سره في آخرات الليل.

وسألتقي في الصمت في تلك النهايات التي لا تنتهي برسائل متروكة في نهر ذاكرتي التي أطلقت فيها الخيل. ولتكن هذي رسالات الوداع.  إنني أحيا كما تحيا السفن. لليل ألواحي. ومجدا في لأشرعة الضياع.

**

لم أرتكب ذنبا سوى حب الذهاب إلى نساء أخريات. فحاولي أن تتركيني. فكري بحرائق الليل التي ستمر بي، وحدائق القمر التي ستكون لي. وتظاهري أني غريب إن أتيت لموعدك وطلبت منك حديث زرقاء اليمامة ! وترددي وتفقدي في السر كم رجلا سيلحظنا معا. ولتقسمي إن أزعجتك عيونهم أني صديق صديقتك وأني كنت أقرؤها السلام.

**

لم يتركوا قمرا لآكتب ما أريد.لم يتركوني دافئا كمحادثة. كلما فكرت في قمر جديد كفنوه وألبسوه الكارثة. وتذكروا أن يشعلوا نارا بأخشابي! لكنني أمضي كما الأيام أنتمي لقصائد الغرباء للحن الذي ينداح من عرباتهم، للصمت الذي تركوا بلحته البحار جميعها، لبريد أول سيدات الليل، لنهار آخر طفلة تركت على سرر الظلام حصارة الصدر الصغير لوحدها تهتز في سرر الظلام.

**

            لم أنتظر أحدا ليأخذني إلى تلك اليواقيت التي وعدوا بها طير الأساطير. فكرت في صمت وأنا أتوق لمشهد الطير المساق إلى الفضاء في نحت أجنحتي وفي الإيراق مثل دالية على مرج تطل بقدها العالي من الشرفات. وأردت أن أمحو خطوط توحدي. وبدأت أمحوها وأمحو ما أريد من الدياجير التي سكنت حياتي (.....) ومر الطير أسرابا إلى أعشاشه.  وبقيت في صمت أتوق لمشهد الطير المساق إلى الفضاء.

**

.. فكرت في تحت أجنحتي وفي الايراق مثل دالية على مرج تطل بقدها العالي من الشرفات. وأردت أن أمحو خطوط توحدي. وبدأت أمحوها وأمحو ما أريد من الدياجير التي سكنت حياتي.  ومر الطير أسرابا إلى أعشاشه. وبقيت في صمت أتوق لمشهد الطير المساق إلى الفضاء !

**

ماذا يريد الله من لغتي وقد ألقيتها شبكا لأطيار السؤال ووهبتها عمري؟ ماذا يريد الله من لغتي وهذا الليل يسري  في مفاصلها؟ ماذا يريد الله من لغتي وقد أعطيتها سنوات عمري؟ لله ساعات من الحزن الشفيف وللأيام ما يبقى من الآثار في الحجر.

3

    الأنهار الأولى

 رحل الذين أحبهم رحلوا

ولم ترحل حياتي

وحيدا سأجعل من صباحاتي

عقودا للتي تصل

الغربة

 وحيدا

اشعلت أغنيتي كبحار قديم.

و على الخراب المستديم

أسست من شجر الدجى ببيتي و نمت من بيتي طريدا!

الأطلس

كل الوجوه هنا بلا معنى. سأدخل

خلوتي

يا حلوتي

...النبع يمضي باتجاه النهر و الصحراء ترتحل

 الآلام

 كلما غنت عصافير على شفتي

أدرت يد الهوى

فاذا هوى

بلح علمت صديقتي و لهي و شدّة لوعتي و جفاف صوتي

 الضوء

 أتحمّل عبء المسافات وحدي

وأحمل عبء الفضاء

أتآكل شيئا فشيئا

ليزهر هذا الخلاء

وأزرع في الغيم ورد الصّباح

أسائله أن يمر و يحضن في لحظتين الضياء

 ووحدي

أضيىء الذي لايضاء

 ماء الطواسين

أحتاج ألواحا

لشد الريح أيا ما لبوح الأشرعة

أحتاج شيئا يحتوي قلقي وينمو

كالرذاذ على رؤاه المشرعة

جسدي انفتاح

ولكني أضيق

تضيق بي كل الجهات الأربعة 

 الصعود إلى الوحدة

وحيدا

كأني أرى الموت يأتي

كأني أقبل في اللّيل راحته المشتهاة

 كأني أقول له لست غيري لتسرقني يا حبيبي فخذني

لأحياك ثانية ثم خذني الي  وطن كنت في الأرض أفقا أراه

وخذني إلى النور حتى كأني  أراه

      حالات

 أحيانا يأتي العالم يرقد في ذاكرتي

وينام التفاح صبيّا في أغنيتي

وتصير نجوم الأٍض نساء تدفع أشرعتي

لمساء لا أعرف في أيّ بلاد يتركني

أحبل أشجار الآتي

 تحوّلات

 أراها غيما ولأرني كالعنقاء

أضم الي الغيم المتساقط  من شرفات الغيب

أفتّح أجساد العالم فيه وأبذر أسمائي

أأبدّ ما يفنى

وألفّ الكون الزائل بالألفاظ أحنطه

وأظلل أتضاءل كالقنديل وحيدا

...     ...    ...

لاباب يدقّ ولا مرساة

لا أعرف أي سفين يحمل أشجار الأحزان بعيدا

...

أتساءل

 هل عشت وحيدا!

الأغنية

الكون أغنيتي الصغيرة و الكواكب

كل كرسي أنا حولت وحدته سواحل ذكريات

الكون أغنيتي الجميلة أن أتت لبست صدى روحي

و نامت

و ان غابت

تعبت من التوغل الف عام من تواريخ الفجيعة و الموات

الكون أبعد من شفاه حبيبتي

لكن نبعا واحدا من صوتها يأتي بميلاد اللغات

بلادي

 كلماتي بلادي

أنا الآن أحمل في رعشة الكلمات بلادي

أنا الآن أعرف عمق بلادي

أنا الآن أحيا بلادي

و أصنع من كلمات المحبين برّا لمشاهدها المستعاد

العهد الأول

لك أن أموت لكي تظل تحبّني

لك أن أموت

لك أن أمزق وحدتي و تردّدي

و اكسّر التابوت

لك أن أوطن في يديك قصائدي

فتشيع في الملكوت

لك أن أضيء فربّما

أربكت في هذا الدجى اشراقة اللاهوت.

 النار

جفتني الأحرف حتى كأني

في العرا ألف!

مستوحد صوتي يطوف الأرض

و أنا في جثتي أقف

السواد

أنا الآن محتفلا بانبجاس الرؤى

و احتمال اللأقاصي

أهيء كأسين: سما زعاف لجسمي

و حمرا حزينا لسقي المدى بالسواد

و أجهر: هذا السواد العظيم بلادي

 المتاه

ليلا سأحتاج ورد يديك

لرسم بلادي

الخلق

أبسط الأرضين تلك قضيتي

و أشرد العشاق في الملكوت

أنادمهم إذا شاؤوا و ان رفضوا

أنادم صوتهم و على أصابعهم أموت

الينابيع

سأقول عفوا

أن هويت صديقتي فلقد جعلتك عالما

و أقول عفوا

فائتلاق الينابيع ليس يفهم دائما!

الأشجار

 آخيل لا تغلق الباب دوني

سأدعوك عيني

و أدعوك جسر التواصل بيني و بيني

و أهجس: و جهي حدائق كل فلاح صغير في ربى وطني

و كوني

أن تفرقت دوني الدروب و فاتني زمني

سأدعوك منديلا أعلقه لسيدة

ستحملني و تدخل غابة الشجن

و أدعوك أشجارا ستورق في ربى وطني.

 
  المحتوى
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

يسمح بإعادة النّشر شرط الإشارة إلى المصدر ©
  الزوّار
  للاتّصال بصاحب الموقع
يمكن الأتّصال بالشّاعر في الوقت الحالي على الرّقم الهاتفي 21623400372+
saminasr1234@yahoo.fr أو على البريد الالكتروني
أو مراسلته عبر البريد العادي على العنوان التالي 1 نهج هولاندة حمّام سوسة الجمهورية التّونسيّة
Aujourd'hui sont déjà 6 visiteurs (14 hits) Ici!
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement